ترعرعت القديسة كاترينة في مدينة سْيّنا الايطالية الواقعة جنوب مدينة فلورنسا وكانت تعتبر العاصمة الثانية لمقاطعة توسكانيا، عندما يصل القادم من فلورنسا الى سْيّنا يدخلها من باب كاموليا الضيق الذي تعلوه الكتابة التالية ( سْيّنا تفتح لك قلبها واسعا ) ويفكر المرء في صلاة القديسة كاترينة المألوفة .. يا رب وسع ابواب نفسي
ابصرت كاترينة النور عام 1347 في هذه البيئة مع اختها التوأم آخر طفلة بين 25 ولد لم يصل منهم سن البلوغ سوى اثني عشر، بالنسبة لوالدتها مونا لاﭙا امرأة مشاكسة لم تفهم شيئا من دعوة ابنتها الغريبة حيث عاملتها بقسوة وعنف وعاشت بعد وفاة ابنتها حتى بلغت شيخوخة متقدمة، اما والدها جاك بينينكازا كان صباغا وتوفي عندما بلغت كاترينة الحادية والعشرين من عمرها
يوجد دير الآباء المشرف على الوادي الذي شهد مولدها وقد سحرها بعدما حظيت برؤياها الاولى اذ كانت تنظر الى دير مار عبدالاحد وهي في السادسة من عمرها، ونذرت العفة في السابعة فتسبب ذلك باضطهاد عائلتها لها ما عدا والدها حيث قال دعوها تخدم عريسها بحرية وتصلي من اجلنا، ولما بلغت السادسة عشرة استطاعت الانخراط في سلك اخوية التائبات ( المتشحات ) اللائي يتشحن عباءة القديس عبدالاحد ويعشن من روحانيته ويتبعن حياة صلاة وتوبة خارج حياة الدير، ووهبت ذاتها نفسا وجسدا لله ليس في حضن الدير بل في الرسالة على مثال القديس عبدالاحد، وتعيش مدة ثلاث سنوات حياة صلاة مٌركزة منقطعة تماما عن العالم في بيتها العائلي
كانت اٌمية لم تعرف القراءة وكانت شديدة الرغبة في التعليم لتتمكن من تلاوة الفرض الالهي فالتمست من احدى رفيقاتها لتعلمها الحروف الابجدية لكن دون جدوى فقالت للرب اذا شئت يا رب اجعلني اتعلم القراءة لاتمكن من انشاد المزامير لتمجيدك ( فلتكن ارادتك ) وفي الحال نالت نعمة القراءة السريعة، وكانت احيانا تتلو الفرض في الكنيسة ذهابا وايابا وكان المسيح يمشي معها جنبا الى جنب وفي نهاية كل مزمور تلتفت اليه قائلة المجد للاب ولك وللروح القدس
كانت ترى صورة يسوع في فقير فتعطيه ثوب ابيها ومرة خلعت ثوبها واعطته لبائس يرتجف من البرد، ولقبت ب جاندارك البابوية لأن لها تأثير في اعادة بابوات أفينيون الى روما
في السادسة من عمرها تدخل كاترينة في انخطاف روحي ويظهر لها المسيح متشحا بالحلة البابوية مع بطرس وبولس ويوحنا ويباركها وقد اثر هذا الانخطاف على حياتها، حتى مرة والدها شاهد حمامة من نور على رأسها وهي راكعة تصلي، وظهر لها ايضا القديس عبدالاحد في الحلم وهو يوشحها بالثوب الرهباني
في الاحد الرابع من الصوم انخطفت بشكل عجيب بعد ان عادت من التناول وكانت جاثية وذراعاها مفتوحتان وعيناها مغمضتان رأت المصلوب محاطا بنور ساطع وكانت خمس اشعة تنبعث من جروحه وتستقر على يديها ورجليها وجنبها وقد عانت طوال حياتها من اثار هذه الجروح
يوم الاحد السابق للصعود قبل وفاتها بساعتين دخلت في النزاع ومٌنحتْ لها مسحة المرضى ثم شرعت تٌردد هذه العبارة ( أخطأت يا رب فأرحمني ) وقالت ايضا ( يا رب هلم الى معونتي واسرع الى اغاثتي ) وفي الاخير همستْ ( يا ابتاه بين يديك استودع روحي ونفسي ) واسلمتْ الروح في التاسع والعشرين من نيسان 1380 عند الظهر وعمرها لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر.
يقول البابا بولس السادس عن كاترينة عندما اعلنها معلمة الكنيسة 1970 ( انها صوفية الجسد السري) معلمة ليس بتعليمها فحسب بل ببذل ذاتها ايضا بكل سخاء في السهر والصوم من اجل الكنيسة التي تسميها .. العروس الشاحبة
يوجد في العراق راهبات القديسة كاترينة السيانية والدير الرئيسي (الاٌمي) في محافظة نينوى (موصل الجديدة) ويوجد رسالات في كل من بغداد والموصل وكركوك ودهوك وبقاع سهل نينوى وبعص الدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة.
يصادف عيد القديسة كاترينة في التاسع والعشرين من نيسان . يعم اليها السواح من ايطاليا وخارجها ويقيم الكرنفال والمراسيم الدينية .