( أقوال القديس يوحنا التبايسي )
مفــُهوم الحــــُب
إمكانيّة الحــــــُـب فيك
+ (الإنسان الحقيقي) هو الذي بالحق والحكمة يتصور في نفسه تدبير محبة الله الفاضل وحقيقة ربنا المسيح ويدوم معه ويلتصق به ويصير معه روحاَ واحداَ هذا هو الإنسان الجديد الذي تعري من الإنسان العتيق ولبس صورة المسيح (المحبة).
خصـَــائصُ الحـُب
+ سمع جدا أن يضمر الإنسان أمرا غير معرفة محبة الله لا من أجل المكافأة ولا من أجل الدينونة ولا من أجل المواعيد........
إننا لا نعطف نحو الله بالحب من أجل شهوة مواهبه الظاهرة لنا بمواعيد لئلا نكون محبين عطاياه وليس شخصه لئلا تعظم مواعيده في أعيننا أكثر من عظمته.
+ إن أحب أحد الله من أجل المرئيات فحبه جسدانى وإن كان الإنسان يحب الله بدون غرض فحبه روحاني وهذا الحب محفوظ لنا في حياة ما بعد القيامة.
+ لا تعمل مع سيد الكل من أجل موهبة يعطيها لك لئلا يجدك محبا لمقتنياته وبعيداَ عن حب شخصه.
+ السائل: ما هي كمال الضمائر التي تحب الله؟
المعلم: إنها غير محتاجة للتفكير في شيء حتى ولا في أعمال الله فهي تندهش وتتعجب تعجبا ليس منه طياشة لأي ناحية من النواحي لأن الذي لم يكمل في حب الله هو المفتقر أن ان يهذ في أعماله ومواعيده لكن باهتمامه بهذه الأمور ينمو ضميره في حب الله لأنه مكن كمل بالحب لا يهتم ضميره في شيء إلا بالله.
حبّـــنا للعَروسُ
جَماعَة المؤمنين
+ إن الإنسان الذي أوهل لمحبة الله عنده محبة الناس محبوبة أكثر من حياته ولو كان يستطيع ان يساعدهم بموت حياته لأحب ببذل حياته عوض حياتهم لكي بأحزانه وضيقاته يجدونهم راحة.
السائل: بماذا تكمل محبة الله في الإنسان؟
المعلم: بأن يكون محبا لكل الناس وله حب كامل لجميع البشر.
حبــّــنا لإخوتنا الفقراء
بركات العطــَـاء
+ محب الفقراء يكون كمن له شفيع في بيت الحاكم من يفتح بابه للمعوزين يمسك في يده مفتاح باب الله.
من يقرض الذين يسألونه يكافئه سيد الكل.
علامات حـّبـنا للأقرباء
عَــدم الإدَانة
الله لا يحده زمن.........لأن الزمن مخلوق وجد بوجود الكواكب لهذا يوم عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم لهذا تختار عقولنا بل وعقول السمائين أما طول أنة الرب يتمها في مجازاة أولاده حتى ينقيهم تماماَ وينتظر على الأشرار في طول أناة عجيبة.
أما الإنسان فيشعر بان حياته أشبار قليلة لهذا يتعجل الزمن في كل شيء يريد أن تستجاب طلبته سريعا يرغب في مجازاته في الحال يرغب في اقتناء الفضيلة في لحظات يطلب الانتقام الإلهي للأشرار سريعا يتعجب كيف لا ينتقم الله من الملحدين والأشرار؟!
ويظهر الفرق بين الله والبشر في مثل الزرع الذي ألقي وسطه العدو زوانا فالحصادون طلبوا اقتلاع الزوان سريعاَ........ لكن صاحب الكرم ينتظر حتى ينميان كليهما معا.
هذا هو السبب الذي لأجله ترك الديان الدينونة إلى يوم القيامة بينما يغتصب البشر الساقطين مركز الديان لينتقموا من إخوتهم.
لماذا أدين الآخرين؟
بجانب السبب السابق توجد أسباب أخري تدعني إلى الإدانة منها:-
1- لأن عيني شريرة.
العين الشريرة تلبس منظار الشر فلا تري سواء في كل شيء حتى في أعظم القديسين أما العين البسيطة فتري جمالا في كل مخلوق ولو كان لصاً في لحظات إعدامه لذلك إن كان لفكر الإدانة فائدة إنما يكشف لي ضعفي وشري فإن حكمة على إنسان أنه زان علمت بعبوديتي للزنا وإن حكمت عليه بمحبة المال علمت أنني لا زلت محباَ للمال وتستطيع فهم ذلك بالتمييز بين نظرة يسوع الكامل ونظرة الإنسان الشرير.
( أ ) نظرة يسوع القدوس.
رأي الفريسي المتكبر في المرأة الزانية نجاسة لا تطاق وشراَ لا يحتمل حتى استكثر عليها أن تتجاسر وتدخل بيته وكأنه يود لو طرد يسوع حتى لا يدخل معه أمثال هذه أم يسوع فرأي في قلبه المنكسر ودموع عينيها حباَ كثيراَ لذلك غفر لها خطاياها الكثيرة.
ورأت الجماهير في زكا رئيس العشارين إنسانا خائنا عبداَ للمال لا يستحق أن يعيش بينهم أما يسوع فرأي فيه شوقه للخلاص والتحرر من المادة فيستحق دخول رب المجد لا إلى بيته فحسب بل وداخل قلبه.
إن نظرة يسوع لنفس المعترفة بسوادها هي أنت جملية يا حبيبتي أنت جملية( نش15:1) أم أخواتها فيرون سوادها لذلك وبختهن قائلة لا تنظرن إلى لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتني( نش6:1)
( ب ) نظرة الإنسان الشرير.
لقد بلغ الشر بالإنسان أن رآه لا في أخيه فحسب بل وحتى في مصدر القداسة ذاته فقد خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل(مر21:3) أي منظار أشر من هذا؟! لقد نزل يسوع يعلن جمال النفس بعد انعكاس نوره عليها أما الكتبة فنزلوا إلى أورشليم ليشوهوا صورة يسوع في نظر الناس فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين(مر22:3)
وتكشف لنا احد القصص كيف أن الإدانة سببها شر من يدين منا وليس شر المدان فقد قيل عن ثلاثة رهبان أنهم رأوا راهبا يخرج من قلايته بعيداَ فإذ كان الأول محباَ للمال ظن أن هذا الأخ خرج إلى العالم لأجل المال وغذ كان الثاني شهواني ظن أن الأخ قد ترك قلايته ليختلي بالرب بعيداَ عن القلالي فالواقعة واحدة لكن النظرات الثلاث اختلفت لأن كل إنسان ينظر إلى الواقعة بما في قلبه وليست كما هي.
وفيما يلي بعض أقوال الآباء التي تكشف لنا كيف أن الكمال يحجب العين عن أن تري عيوب إخوتها إنما تري يسوع في كل إنسان فما تستطيع أن تدين أحداَ قط.
+ الكامل هو الذي يحسب نفسه أن كل الناس أفضل منه وعديم المعرفة هو الذي ير ذل رفقاءه بازدراء.
صنــــع السلام
+ طوبي لصانعي السلام.
اهتم أيها الإنسان بالسلام شد يدك نحو على قدر تستطيع ينبغي لكل أحد أن يصلح ذاته يسالم ولا يكون انقسام في ضميره لأنه إذا اصطلح الإنسان مع جميع العالم وهو منقسم على ذاته وصلحه بلا منفعة.