والمؤمن الجسدي هو الذي يتحدث عنه بولس في كلماته إلى الكورنثيين "وأنا أيها الأخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح. سقيتكم لبناً لا طعاماً لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضاً لا تستطيعون لأنكم بعد جسديون. فإذا فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر. لأنه متى قال واحد أنا لبولس وآخر لأبلوس أفلستم جسديين" (1كورنثوس 3: 1-4).
والمؤمن الجسدي هو الذي يعيش على اللبن، فهو لا يريد أن يتعمق في معرفة كلمة الله ويغترف من كنوزها بل يكتفي بالأمور السطحية.
والمؤمن الجسدي تظهر فيه أعمال الجسد، الحسد، والخصام، والانشقاق. والمؤمن الجسدي يتبع القادة الروحيين أكثر من إتباعه للمسيح.
ولقد كتب بولس معظم رسائله لمعالجة حالة المؤمنين الجسديين، وتحريضهم لينتقلوا إلى الحالة الروحية المباركة.
المؤمن الجسدي، إنسان مولود ثانيةً، لكنه يخضع لميوله الجسدية. إن الروح القدس يسكن فيه لكنه غير ممتلئ بالروح القدس. إنه شخص غير ناضج في الإيمان، إنه ما زال طفلاً يحتاج إلى الرعاية، وليس رجلاً قوياً يرعى الآخرين.
3- المؤمن الروحي:
المؤمن الروحي هو الذي ذكره بولس بكلماته "وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من أحد" (1كورنثوس 2: 15).
المؤمن الروحي يتكلم لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارناً الروحيات بالروحيات.
والمؤمن الروحي يعرف الأشياء الموهوبة له من الله "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (1كورنثوس 2: 12).
والمؤمن الروحي له فكر المسيح "وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كورنثوس 2: 16).
والمؤمن الروحي مؤمن ناضج روحياً ويستطيع أن يهضم الأشياء العسرة الفهم في الكلمة المقدسة "وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عبرانيين 5: 14).
مما سبق يتبين لنا أن المؤمن الجسدي هو الذي يسمح لطبيعته العتيقة أن تسيطر على طبيعته الجديدة. أما المؤمن الروحي فهو الذي يعطي لروح الله حرية السيطرة على طبيعته العتيقة وبهذا لا تظهر في حياته أعمال الجسد. وهذا ما ذكره بولس بكلماته "فإذا أيها الأخوة نحن مدينون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه إذا عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رومية 8: 12و13)
"وإنما أقول أسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غلاطية 5: 16و17).
فمن أي نوع أنت؟
هل أنت مؤمن جسدي أو مؤمن روحي؟