من أخطر أعداء الإنسان - بعد الشيطان – " الجهل " وعلى قمته " الجهل
الروحى " ، كما أعلنه الرب بصراحة " هلك شعبى من عدم المعرفة " ( هوشع 4 :
6 ) ، " سُبى شعبى لعدم المعرفة " ( إش 5 : 13 ) ، " ويموتون يهلكون بعدم
المعرفة ( الروحية ) " ( أى 36 : 12 ) .
وكانت الكنيسة القبطية هى
" المدرسة " لكل أبنائها ، الصغار والكبار ، فنموا فى النعمة والقامة
الروحية ، وفى العلوم التى جعلتهم مرغوبين فى سوق العمل ، بخبراتهم
المالية والإدارية ، وأمانتهم وإخلاصهم التام فى العمل .
ويحكى
تاريخ الكنيسة أنه رغم شدة الإضطهادات – فى عصور الظلام – لكن الولاة
المُتعصبين ، كانوا يضطرون لإعادتهم لأعمالهم بعد فصلهم ، لحاجتهم لخدمتهم
الممتازة ، وأوكلوا إليهم الأعمال التى تتطلب الدقة والأمانة والضمير
الصالح .
وإذا كانت الأسر القبطية تهتم بتعليم أبنائها ، فى جميع
مراحل التعليم العام ، ، والثقافة والمعرفة النظرية والعملية ، والفنية
وغيرها ، فمن الواجب تنبيه الجميع إلى اولوية المعرفة الروحية ، بسبب كثرة
وتنوع وسائل الإعلام المضللة ، والشياطين البشرية المتربصة بأولاد الله ،
من الجنسين لإقتناصهم بسبب جهلهم بكتابهم المقدس ، ومبادئ الإيمان ،
وعقائد وطقوس الكنيسة المقدسة والصالحة لحياتهم وسعادتهم على الأرض ، وفى
أبديتهم .
والمسئولية موضوعة أولاً على الأهل ، لضرورة ربط
الأبناء بمدارس التربية الكنسية ( مدارس الأحد ) ، وإعطائهم الدروس
الروحية بالكلمة والقدوة الصالحة ، حتى لا يعانوا من فشلهم الروحى
والدراسى والإجتماعى ، كما يحدث لكثيرين فى هذا الزمان !!
فكثيراً
ما نرى عُلماء فى المعارف العالمية ، وجهلاء جهلا ًمطبقا فى تعاليم السماء
، التى هى سبب سعادة الإنسان والأسرة والكنيسة والمجتمع .
ولا نبالغ حين نقول أن الإنحراف ، والأدمان ، والفشل الدراسى ، يكون بسبب الجهل الروحى .
ونشكر الله ، أن وسائل التعليم الدينى متوفرة – الآن – بسهولة ، ويمكن
للإنسان الذى فاته قطار التعليم الروحى ، أن يتعلم وأن يثقف نفسه بنفسه ،
فالكتب فى كافة المجالات الروحية متوفرة بكثرة ، والتسجيلات متاحة ،
والإجتماعات الروحية متوفرة بكثرة ( فى كافة الأبروشيات والكنائس ) ،
وملاءمة لكل سن وكل مرحلة .