الجهاد القانوني

الجهاد القانوني





إن كان أحد يجاهد لا يُكلل إن لم يجاهد قانونيا ( 2تي 2: 5 )

مفهوم الجهاد في المسيحيه

الجهاد في المسيحية يختلف عنه في الأديان والفلسفات الأخرى، فنحن المؤمنين نجاهد ضد الخطيه، لكن الجهاد في غير المسيحية وبعض الديانات الاخري هو حركة تصوفية تعتمد على المجهود البشرى فحسب للقيام ببعض الأعمال لتعذيب الجسد ظنا منهم أن هذه الأعمال تخلص الجسد من نجاساته وتطهره من أدناسه، وقد خفي عنهم أن الجسد الفاسد من الداخل لا تفيده مثل هذه الأعمال.

فمثلهم كمثل من يأخذ خنزير ليغير طبعه عن طريق وضعه في مكان نظيف وتقديم طعام فاخر له وتمرينه على النظافة … ولكن طبيعته الفاسدة المائلة لقذارة البرك لا زالت فيه من الداخل. فما قيمة كل هذه التدريبات والتمرينات؟ لا شئ بالمرة. فهو وإن كان قد منع من التمتع برائحة الطين وقذارة الرمم ... إلا أن قلبه يحلم بها ويعيش في جوها مشتهيا نتانتها … وإذا أتيحت له الفرصة اندفع بلا وعى ولا تفكير إلى مراغة الحمأة !!!.

كيف يجاهد

لا يكفي للمتسابق أن يجاهد ويركض بجدية لكي يفوز، بل عليه أيضاً أن يتبع القواعد. كان حكام الرياضة اليونانيون مدققين جداً في ذلك، وأية مخالفة بسيطة كانت تحرم المتسابق من الاشتراك في المباراة، وبالتالي يُحرم من الفوز بالجائزة. ويؤكد الرسول في فيلبي3: 15،16 على أهمية تذكُّر المؤمن للقواعد الروحية المدوَّنة في كلمة الله.

كان جيم ثورب من أبرز الرياضيين في الولايات المتحدة، وقد فاز في الدورة الأوليمبية في استوكهولم عام 1912 في مباريات للبيسبول، وحقق إنجازاً هائلاً كشخص هاوي. لكن في السنة التالية اكتشف المسئولون أن جيم لعب كنصف محترف لكرة البيسبول، وبالتالي خسر موقفه كلاعب هاوٍي، وكان ذلك يعني ضرورة إعادة الميداليات الذهبية، وأكاليل الفوز التي سبق وفاز بها، كما أُزيل اسمه من سجلات الإنجازات الأوليمبية .. ويا له من ثمن باهظ يدفعه كل من يخالف التعليمات والقواعد.

لقد كان ذلك في فكر الرسول عندما كتب في 1كورنثوس9: 25 "كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء" فإذا تخلى الرياضي عن التمرين، أصبح غير لائق، وكذلك إذا كسر قواعد اللعب ..
"إن كان أحد يجاهد لا يُكلل إن لم يجاهد قانونياً" ( 2تي 2: 5 ). فالأمر اذن لا يتعلق فيما يظنه هو، أو ما يظنه المتفرجون، بل بما يقوله الحكام.

ويوماً ما سيقف كل مؤمن أمام كرسي المسيح ( رو 14: 10 -12) والكلمة اليونانية "بيما" المُستخدمة للتعبير عن كرسي المسيح هى نفس الكلمة التي تصف المكان الذي يقوم فيه الحكام بتسليم الجوائز الأوليمبية!

ونحن نجد في تاريخ الكتاب المقدس أُناساً كثيرين بدأوا السباق بنجاح عظيم، ولكنهم فشلوا في النهاية لأنهم استهانوا بقواعد الله، وإن لم يفقدوا خلاصهم، لكنهم فقدوا مكافأتهم ( 1كو 3: 15 ). هذا ما حدث مع وشمشون (قض16). كما يمكن أن يحدث معنا نحن اليوم.

يا له من اختبار مُثير أن نركض في السباق يومياً "ناظرين إلى.... يسوع" ( عب 12: 1 ،2). وقريباً سيعود الرب يسوع ويأخذنا إلى السماء. وهناك سوف نقف أمام "البيما" لكي نستلم مكافآتنا.


+++ اخواتي التغصب في بدء الحيـاة الروحيـة ضروري جدا ، كل ما تغصب نفسك عليه في البداية سوف يكون سهلاً هيناً عليك في النهاية. وكلما تعبت في الجهاد اكثر كلما تحنن الرب عليك اكثر

+++ قول (القديس مقاريوس الكبير)
حينما يرى الرب نية الإنسان واجتهاده، وكيف يغصب ذاته لذكره وعبادته، وكيف يرغم قلبه سواء رضى أو لم يرض إلى عمل الخير والتواضع والوداعة والصدقة، وكيف هو يبذل كل ما في وسعه، يتحنن الرب عليه ويظهر له رحمته ويخلصه من أعدائه ومن سلطان الخطية ويملاه من الروح القدس وحينـئذ يتمم وصايا الرب دون تغصب وإجهاد لأن الرب الساكن فيه هو يكون العامل فيه وبذلك يثمر ثمار الروح بطهارة.

+++