إلى كل المسيحيين فى الشرق الأوسط ومصر
تأملات فى أنجيل متى 10: 28
28 وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.
28 And fear not them which kill the body, but are not able to kill the soul: but rather fear him which is able to destroy both
مقدمة
أصحاح 10 من أنجيل معلمنا مار متى البشير بيبدأ بأختيار المسيح للتلاميذ الأثنى عشر وأرساليته لهم فى أنهم يخرجوا ويكرزوا بدعوة وبشارة الملكوت وزودهم المسيح بأمكانيات وهم فى أرساليتهم والزمن والوقت وتصرف وسلوكيات الكرازة وأن السيد المسيح كان أمين جدا مع تلاميذه وتكلم بصراحة عن نتيجة الكرازة واخبرهم عن الصعوبات أو المضايقات اللى حايلاقوها وأخبرهم عن هذه المضايقات بمنتهى الأمانة ولم يسهل الطريق أمامهم ولكن قال لهم أنتم ستخرجوا كغنم فى وسط ذئاب ,يعنى لو ديب واحد دخل فى وسط قطيع من الغنم يبدد هذا القطيع فكم بالحرى لو غنم قليل دخل فى وسط قطيع من الذئاب! وتكلم عن الألام التى سيواجهوها والمعارضة والمقاومة اللى حايلاقوها أولا من السلطات الحاكمة وسيقفوا أمام ملوك وولاه كثيرين وتكلم عن الجلد وعن الأهانة والضرب ,ثانيا من السلطات الدينية لأنهم سيقفوا أما مجامع وهى السلطة الدينية أو مكان تجمع اليهود ,يعنى سيحاربهم الولاه والقادة الدينيين وبل أكثر من ذلك أن سيحاربهم الأب والأم والأخ والأخت والأبن والأبنه يعنى سيحاربهم بيتهم ولخصها المسيح وقال وتكونون مبغضين من الجميع لأجل أسمى ,يعنى المسيح أنبأهم بما سيجدوه من صعوبات وبما سيجدوه من رفض وانهم لن يقاسوا فقط آلام من الولاه والقادة الدينيين ومن أهل بيتهم ولا من العالم ككل لأن الجميع سيرفضوهم لكن سيطردوا أيضا من مدينة إلى مدينة وأنهم سيتحملوا آلام كثيرة لدرجة أنه وضع علامة مميزة لتلميذه أو رسوله أنه يكون حامل للصليب ولكن فى نفس الوقت اللى المسيح أخبر التلاميذ فيه بنتيجة الدعوة وأنهم سيكونو مرفوضين وسيلاقون مقاومة وصعوبات كثيرة إلا أن الجميل أن المسيح أعطاهم تعزيات كثيرة جدا جدا جدا ,يعنى قال لهم فى صعوبات كثيرة جدا ستتعرضوا ليها لكن أيضا هناك تعزيات ستتمتعوا بيها وبدأ يكلمهم عن هذه التعزيات التى سيجدوها فى خدمتهم وفى كرازتهم وسأتعرض لكل تعزية على حدى لاحقا والآية 28 من هذا الأصحاح هى التعزية الرابعة وهى عدم الخوف.
متى 10: 28
المسيح بيقول لا تخف من شىء وأذا كنت أنت رسول المسيح ورسول الملكوت وتحيا من أجل هدف الملكوت فلا تخاف من أى شىء ,يعنى ما تخافش لأن قوة العدو محدودة مهما حاول يعمل فممكن يصل باللى عايز يعمله بيك ألى أى مدى ,يعنى أقصى ما يمكن يعمل أنه يميت الجسد ,يعنى قوته محدودة والجسد اللى ممكن يميته هو فى يوم ما سيموت وسينتهى ,ولذلك يصر المسيح ماتخافش لا يستطيع أحد أن يعمل لك أى شىء ,لن يستطيع أحد أن يأذيك ,لا تخف من أى شىء لأن القوة التى تهاجمك مهما أن كانت فهى محدودة ولن يستطيعوا أن يعملوا إلا أن يقتلوا الجسد الذى سيموت من تلقاء ذاته ولذلك لا تخاف من الناس وأفرحوا وأتعزوا بهذه التعزية لا لأحد سلطان عليكم , وهناك عبارة لطيفة سمعتها تقول لا تخاف ممن يخيف لكن خاف ممن لا يخيف , يعنى الناس اللى بتيجى تخوفك وتهددك ما تخافش منها ,لكن خاف ممن لا يخيف الذى هو ربنا فهو لا يخيف أحد لكن هو الذى يجب أن نخاف منه ,زى ما قال أحد الشهداء قول لطيف قوى وهو متقدم للأستشهاد : أنا لا أخاف لأنى أخاف , بيقول لا أخاف أى أنسان أو أى تهديد أو أى موت لأنى أخاف الله , ولذلك القلب المفتوح ناحية ربنا ويخاف والمخافة تجاه الله موجودة بأستمرار فى حياته ,فهو فى واقع الأمر لا يخاف أى شىء فى هذا الوجود أو فى هذا العالم , فالمسيح هنا بينزع الخوف منهم ولا تخافوا من أى أحد لأنه مهما أن كان فقدرته محدودة ولن يستطيع أن يفعل شىء لأن الجسد اللى أقصى ما يستطيع أن يعمله يميته ,وهذا الجسد سيموت تلقائى ,وما تخافوش من الموت لأنى سأكسر شوكة الموت (أين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية) ,فالموت الذى كان سيف على كل الرقاب أنا سأكسر شوكته ولذلك واحد زى بولس الرسول يتجرأ ويقول فى رسالته لفيليبى 1: 21 -23 21لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. 22وَلَكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! 23فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاِثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. يعنى الموت ربح ومكسب ويقول أيضا لى أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك افضل جدا ,ولذلك لما نتأمل فى حياة التلاميذ فى كرازتهم ,أنهم لم يرهبوا شىء ولم يخافوا شىء ولم يحبوا حتى حياتهم ,بل سلموا حياتهم للموت ,لأن الموت ليس له سلطان عليهم بعد . أذا ينبغي ألا يخاف التلاميذ من غضب الناس المهلك. فأسوأ ما يمكن أن يفعله الناس هو أن يقتلوا الجسد. وموت الجسد ليس أكبر مأساة يواجهها المسيحي، إذ يعني أن نكون مع المسيح «وذاك أفضل جدًّا». إنه خلاص من الخطية والحزن والمرض والألم والفناء؛ وعتبة الانتقال إلى المجد الأبدي. فأسوأ شيء يمكن أن يفعله البشر بالإنسان هو بالحقيقة أفضل شيء يمكن أن يحصل لأولاد الله. وينبغي ألاّ يخاف التلاميذ من الناس بل أن يهابوا الله الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنَّم. فهذه أعظم خسارة: الانفصال الأبدي عن الله، وعن المسيح، وعن الرجاء. فإن الموت الروحي خسارة لا يمكن أن تقاس، وهلاك ينبغي تجنُّبه مهما كان الثمن. إنّ كلمات الرب يسوع في الآية 28 تذكِّرنا برجل عاش مع الله كُتِب على ضريحه: ”هنا يرقد رجل عُرِف بمخافته الشديدة لله حتى إنه لم يخف وجه إنسان البتة“.
«خشية الإنسان تضع شركًا. والمتكل على الرب يُرفع» (أمثال 25:29). أن الذي يَخشى الرب ويتكل عليه يَسلم من أشراك كثيرة. فيجب أن يكون لمخافة الرب موضع عظيم في قلوبنا في كل حين، وعلى نوع خاص في وقت هيجان غضب الناس علينا بسب الحق.
لا يُخفى أنهم يقدرون أن يضرونا أضرارًا بليغة إلى حد قتل أجسادنا، إن سمح الله بذلك. ولكن مع ذلك كله يجب أن نحسب الجسد وما يتعلق به أقل قيمة من النفس. وأخيرا أطلب من ربنا أن يحفظ حياة البابا القديس الأنبا شنوده الثالث الذى يتحمل مسؤليه فقط الله وحده يعلم أنه يستطيع تحملها ويقويه ويسنده هو ومن معه فى الخدمة الرسولية والشعب العظيم شعب المسيح الذى لا يخاف من الموت ونقول كلنا مع بولس الرسول لفيليبى 1: 21- 23 21لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. 22وَلَكِنْ إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ لِي ثَمَرُ عَمَلِي، فَمَاذَا أَخْتَارُ؟ لَسْتُ أَدْرِي! 23فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاِثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً.
وأضيف بعض أقوال القديسين علها تكون عزاء لآهالى كل ضحايا أى عمل أرهابى من أى مسلم أرهابى فى أى مكان :-
إن شئت أن يكون فرحك ثابتا باقيا التصق بالله السرمدى . ذاك الذى لا يعتريه تغيير بل يستمر ثابتا على حال واحد الى الأبد . ( القديس أغسطينوس )
لا تخف من الشيطان حتى ولو كان روحا بلا جسد فليس شئ أضعف منه.( القديس يوحنا ذهبى الفــم)
فأننا ننال نصرتنا وأكليل نصرتنا بحمايته لنا وبواسطة ترسه.( القديس جيروم)
القوا بكل همومكم وأنفسكم كليا على الرب فلن تسقطوا لأنه لن يتخلى عنكم ( القديس أغسطينوس)
وعزائى مرة أخرى لكل أهالى كل الشهداء وأقول لهم أكون مع المسيح ذاك أفضل جدا
والى اللقاء راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين
[center]