فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ
قيل ان احد الاخوه سكن فى قلايه بجوار احد الشيوخ الكبار فى البريه و كانوا بجوار احد قرى الاسقيط القديم واثار الشيطان فكر محبه القنيه عند الاخ و سرقه الشيخ الكبير فى حاله عدم وجوده فى القلايه اثناء صلاه الشركه مع الرهبان و قام الاخ هذا و سرق كتب و قفف الشيخ الكبير التى يبعها و يعيش منها و اسرع بها الى قلايته و لما حضر الشيخ الكبير وجد القلايه فارغه من حاجاته الشخصيه و صرخ ان احد سرق القلايه و هو لا يعلم شىء.
فجتمع الاباء حوله و بعض الناس و زاع سرقه الاب فى الاسقيط و البلد المجاوره و بعد يوم زار الشيخ الاخ السارق و دخل قلايته و شاهد حاجاته عنده و لمحبته له لم يقل له شى سوى ان قال له احتاج ان ادخل بيت الرحه و دخل ليقضى حاجاته لكى يهتم الاخ باختفاء المسروق من امام الشيخ و بعد خروخ الشيخ قاما و صليا معأ صلاه الشركه و المزامير المعتاده و لم يقل له شى و لا ادنه فى فكره و بعد ايام عروف ان الاخ هو السارق لما زاره احد الاخوه و شاهد كتب الشيخ و قدموه الى شرطه المدنيه و حكم عليه بالحبس و لما علم الشيخ بهذا زاره تانى يوم و اخذ معه بعض الاطعمه والشرب و لكن لما راه الاخ المحبوس خر عند قدميه و اعترف له بكل شىء و ان حاجاته عند فلان بقلايته و لكن قال الشيخ له انا لم اتى اليك لاجل المسروق منى بل لاجل الوصيه اغفروا يغفر لكم و كنت محبوسأ فأتيتم الى يا بنى الغفران اهم من المسروق من القلايه و قام الشيخ و اخبر رتيس الشرطه بان هذا الاخ برىء و و لما سمع رئيس الشرطه من الشيخ هذا اطلق سراحه لانه هو الذى سرقت منه الاشياء
و عاد الاخ الى قلايته بسلام و صار تلميذا الى الشيخ الكبير هذا
تامل
هذه هى المغفره تحول القلب القاسى الذى تملك عليه الشيطان و صار عبدأ له الى انسان الله و يمسح الله كل خطاياه و يصير مثل الثلج
الغفران هو اساس الحياه الروحيه و عليه تبنى باقى الفضائل و ليس بناء سليم بدون غفران لذالك غفر الله تبارك اسمه لصالبيه و هكذا غفر اسطفانوس لراجميه و هكذا غفر دواد النبى الى شاول الملك
لولا الغفران فى المسيحيه لما وصلت الينا الان لذلك جعلها الرب يسوع فى الصلاه الربانيه اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحنوا ايضأ لمن اساء الينا
اساس الكنيسه و فكر الاباء هوالغفران و المحبه و بدونهم لا تجد الله يسكن مع الناس لان الذبيحه هى ذبيحه غفران و حب متجسد على المذبح فى شخص الرب يسوع الغافر ذنوبنا
لهذا قال الرب للذين يتقدمون للمذبح
فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ